الخميس، 20 أبريل 2017

أقسام الحديث المقبول:


v  الحديث الصَّحيح لذاته:
تعريفه:
أ‌) لغة: الصحيح ضد السقيم،
    وهو حقيقة في الأجسام مجاز في الحديث وسائر المعاني.
ب‌)اصطلاحاً:ما اتصل سنده بنقل العَدْل الضابط عن مثله إلى منتهاه من غير شذوذ ولا عِلَّة.
شرح التعريف :
اشتمل التعريف السابق على أمور يجب توفرها حتى يكون الحديث صحيحاً،وهذه الأمور هي:
١)اتصال السند:
ومعناه أن كل راو من رواته قد أخذه مباشرة عمن فوقه من أول السند إلى منتهاه.
٢‌)عدالة الرواة:
   أي أن كل راو من رواته اتصف بكونه مسلماً بالغاً عاقلاً غير فاسق وغير مخروم المروءة.
٣‌)ضبط الرواة :
أي أن كل راو من رواته كان تام الضبط ، أما ضبط صدر أو ضبط كتاب
٤‌)عدم الشذوذ:
أي أن لا يكون الحديث شاذاً،
والشذوذ هو مخالفة الثقة لمن هو أوثق منه.
٥‌)عدم العلة:
أي أن لا يكون الحديث معلولا،
والعلة سبب غامض خفي يقدح في صحة الحديث،
    مع أن الظاهر السلامة منه.

شروطه:
يتبين من شرح التعريف أن شروط الصحيح التي يجب توفرها حتى يكون الحديث صحيحاً خمسة وهي:
{ اتصال السند ـ عدالة الرواة ـ ضبط الرواة ـ عدم العلة ـ عدم الشذوذ }
فإذا اختل شرط واحد من هذه الشروط الخمسة فلا يسمي الحديث حينئذ صحيحاً .
مثاله:
" حدثنا عبدالله بن يوسف، قال أخبرنا مالك عن ابن شهاب، عن محمد بن جبير، بن مطعم، عن أبيه، قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم قرأ في المغرب بالطور " البخاري/ كتاب الاذان-٢ /٧٦٥
هذا الحديث صحيح، لإنه:
سنده متصل: إذ أن كل راو من رواته سمعه من شيخه.
عبدالله بن يوسف سمعه من>> شيخه مالك ابن شهاب
ومالك بن انس سمعه من>> شيخه شهاب
شهاب سمعه من>>شيخه محمد بن جبير
وهكذا...الى النبي صلى الله عليه وسلم
وأما عنعنة...>> رواية الحديث عن الشيخ بلفظ "عن"
سيأتي فيما بعد حكم الحديث المعنعن...
ولأن رواته عدول ضابطون:
وهذا أوصافهم عند علماء الجرح والتعديل .
1- عبدالله بن يوسف : ثقة متقن
2- مالك بن أنس: إمام حافظ.
3- ابن شهاب الزهري : فقيه حافظ مٌتَّفق على جلالته وإتقانه .
4- محمد بن جبير : ثقة .
5- جٌبَير بن مٌطْعِم : صحابي
ولأنه غير شاذ: إذ لم يعارضه ما هو أقوى منه.
ولأنه ليس فيه علة من العلل.
حكمه:
وجوب : العمل به بإجماع أهل الحديث ومن يٌعْتَدَّ به من الأصوليين والفقهاء ، فهو حجة من حجج الشرع ، لا يَسَعٌ المسلم تركٌ العمل به.
v  الصحيح لغيره:
تعريفه:
هو الحسن لذاته إذا رٌويَ من طريق آخر مِثْلٌهٌ أو أقوى منه .
وسٌمى صحيحاً لغيره:
لأن الصحة لم تأت من ذات السند ، وإنما جاءت من انضمام غيره له .
مرتبته:
هو أعلي مرتبة من الحسن لذاته ، ودون الصحيح لذاته .
مثاله:
حديث " محمد بن عمرو عن أبي سلمة عن أبي هريرة أن رسول الله صلي الله عليه وسلم قال : "لولا أن أشق على أمتي لأمرتهم بالسواك عند كل صلاة "
اخرجه الترمذي/كتاب الطهارة/رقم٢٢، بلفظه
ورواه البخاري من طريق أبي الزناد عن الأعرج عن أبي هريرة
قال ابن الصلاح: أحد قدماء علم الحديث
" فمحمد بن عمرو بن علقمة من المشهورين بالصدق والصيانة ، لكنه لم يكن من أهل الإتقان حتى ضعفه بعضهم من جهة سوء حفظه ، ووثقه بعضهم لصدقه وجلالته ،
فحديثه من هذه الجهة حسن ، فلما انضم إلى ذلك كونه رٌويَ من أَوْجٌهِ أٌخََرَ زال بذلك ما كنا نخشاه عليه من جهة سوء حفظه ، وانجبر به ذلك النقص اليسير، فصح هذا الإسناد ، والتحق بدرجة الصحيح.


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق