أقسام الحديث المقبول:
v
الحديث الصَّحيح لذاته:
تعريفه:
أ) لغة:
الصحيح ضد السقيم،
وهو حقيقة في الأجسام مجاز في الحديث وسائر
المعاني.
ب)اصطلاحاً:ما
اتصل سنده بنقل العَدْل الضابط عن مثله إلى منتهاه من غير شذوذ ولا عِلَّة.
شرح التعريف :
اشتمل
التعريف السابق على أمور يجب توفرها حتى يكون الحديث صحيحاً،وهذه الأمور هي:
١)اتصال
السند:
ومعناه أن
كل راو من رواته قد أخذه مباشرة عمن فوقه من أول السند إلى منتهاه.
٢)عدالة
الرواة:
أي أن كل راو من رواته اتصف بكونه مسلماً
بالغاً عاقلاً غير فاسق وغير مخروم المروءة.
٣)ضبط
الرواة :
أي أن كل
راو من رواته كان تام الضبط ، أما ضبط صدر أو ضبط كتاب
٤)عدم
الشذوذ:
أي أن لا
يكون الحديث شاذاً،
والشذوذ
هو مخالفة الثقة لمن هو أوثق منه.
٥)عدم العلة:
أي أن لا
يكون الحديث معلولا،
والعلة
سبب غامض خفي يقدح في صحة الحديث،
مع أن الظاهر السلامة منه.
شروطه:
يتبين من
شرح التعريف أن شروط الصحيح التي يجب توفرها حتى يكون الحديث صحيحاً خمسة وهي:
{ اتصال
السند ـ عدالة الرواة ـ ضبط الرواة ـ عدم العلة ـ عدم الشذوذ }
فإذا اختل
شرط واحد من هذه الشروط الخمسة فلا يسمي الحديث حينئذ صحيحاً .
✏مثاله:
"
حدثنا عبدالله بن يوسف، قال أخبرنا مالك عن ابن شهاب، عن محمد بن جبير، بن مطعم،
عن أبيه، قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم قرأ في المغرب بالطور "
البخاري/ كتاب الاذان-٢ /٧٦٥
〰⚪هذا الحديث صحيح، لإنه:
سنده
متصل: إذ أن كل راو من رواته سمعه من شيخه.
عبدالله
بن يوسف سمعه من>> شيخه مالك ابن شهاب
ومالك بن
انس سمعه من>> شيخه شهاب
شهاب سمعه
من>>شيخه محمد بن جبير
وهكذا...الى
النبي صلى الله عليه وسلم
〰وأما عنعنة...>> رواية الحديث عن الشيخ بلفظ "عن"
سيأتي
فيما بعد حكم الحديث المعنعن...
ولأن
رواته عدول ضابطون:
وهذا
أوصافهم عند علماء الجرح والتعديل .
1-
عبدالله بن يوسف : ثقة متقن
2- مالك
بن أنس: إمام حافظ.
3- ابن
شهاب الزهري : فقيه حافظ مٌتَّفق على جلالته وإتقانه .
4- محمد
بن جبير : ثقة .
5- جٌبَير
بن مٌطْعِم : صحابي
ولأنه غير
شاذ: إذ لم يعارضه ما هو أقوى منه.
ولأنه ليس
فيه علة من العلل.
حكمه:
وجوب :
العمل به بإجماع أهل الحديث ومن يٌعْتَدَّ به من الأصوليين والفقهاء ، 〰فهو حجة من حجج الشرع ، لا يَسَعٌ المسلم تركٌ العمل به.
v
الصحيح لغيره:
تعريفه:
هو الحسن لذاته
إذا رٌويَ من طريق آخر مِثْلٌهٌ أو أقوى منه .
وسٌمى صحيحاً
لغيره:
لأن الصحة
لم تأت من ذات السند ، وإنما جاءت من انضمام غيره له .
مرتبته:
هو أعلي مرتبة
من الحسن لذاته ، ودون الصحيح لذاته .
مثاله:
حديث
" محمد بن عمرو عن أبي سلمة عن أبي هريرة أن رسول الله صلي الله عليه وسلم قال
: "لولا أن أشق على أمتي لأمرتهم بالسواك عند كل صلاة "
اخرجه الترمذي/كتاب
الطهارة/رقم٢٢، بلفظه
ورواه البخاري
من طريق أبي الزناد عن الأعرج عن أبي هريرة
قال ابن الصلاح:
أحد قدماء علم الحديث
" فمحمد
بن عمرو بن علقمة من المشهورين بالصدق والصيانة ، لكنه لم يكن من أهل الإتقان حتى ضعفه
بعضهم من جهة سوء حفظه ، ووثقه بعضهم لصدقه وجلالته ،
◀ فحديثه من هذه الجهة
حسن ، فلما انضم إلى ذلك كونه رٌويَ من أَوْجٌهِ أٌخََرَ زال بذلك ما كنا نخشاه عليه
من جهة سوء حفظه ، وانجبر به ذلك النقص اليسير، فصح هذا الإسناد ، والتحق بدرجة الصحيح.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق